كبح جماح السرطان

هذا العام، وبالتحديد في العاشر من ديسمبر، تسلم عالمان متخصصان في المناعة جائزة نوبل في الطب في مدينة ستوكهولم بالسويد. لقد حصل الدكتور تسوكو هونجو (من جامعة كيوتو) و جيمس أليسون (من جامعة هيوستون) على هذا التقدير الرفيع نظير جهودهم لاكتشاف المبادئ الأساسية لنظام كبح خلايا السرطان، و الذي أصبح يعرف على نطاق واسع كواحد من أساليب العلاج المناعي. لقد فتح بحثهم العلمي المشترك الباب لجيل جديد من علاجات السرطان ذات الفاعلية العالية. إن هذه التطورات قادرة على فتح آفاق جديدة تتجاوز القدرات الاستشفائية للثلاثي التاريخي التقليدي في علاج السرطان: الجراحة، الإشعاع و/أو العلاج الكيماوي.

يمثل مرض السرطان تحديا كبيرا للعلماء والأطباء على حد سواء، ويعود ذلك إلى الطرق المعقدة و المخادعة التي يتبعها السرطان في غزو الجسم دون أن تكتشفه آليات الدفاع الطبيعية في الجسم والتي تشكل الجهاز المناعي. يتمثل النموذج الأول للهجوم في دخول السرطان إلى الجسم خلسة، حيث أن الجهاز المناعي لا يتعرف على السرطان كمصدر للخطر. و هناك طريقة أخرى يقتحم بها السرطان قدرات الخلايا التائية ويهاجمها، حيث يبقى السرطان هائما و خاملا في الجسم. و أخر نقاط الدخول حين يكون الجهاز المناعي ضعيفا بالكامل، و في هذه الحالة تتمكن الأجسام الغريبة ومنها السرطان من اقتحام الجسم و التكاثر. و من المؤسف أن خلايا الورم السرطاني لديها قدرة ملفتة على إيقاف المستشعرات الدفاعية لجهاز المناعة من خلال كبح البروتين، وبهذه الطريقة تتكاثر خلايا السرطان بشكل مطرد دون ملاحظة. لقد ركزت أبحاث هونجو و أليسون على إثبات أن مكافحة كبح البروتين هذا قد يكون مفتاحا لوقف نمو خلايا السرطان.

الطريق إلى العلاج

لقد حدد الدكتور هونجو و الدكتور أليسون في أبحاثهما نوعين من البروتينات التي يمكنها تقليص فاعلية خلايا المناعة. في عام 1996، أجرى الدكتور أليسون أبحاثه في كبح البروتينات على الفئران، و قد حصل منها على نتائج مبهرة. في نفس التوقيت تقريبا، أجرى الدكتور هونجو تجاربه على بروتين آخر و حصل كذلك على نتائج استشفائية ممتازة. لقد نتج عن الجمع بين تجارب كبح نوعي البروتينات معدلات استشفاء أكبر. و لاحقا، تمكن العالمان من تطوير طريقة لتحفيز تفاعل داخل الجسم يدفع الخلايا التائية بالجسم لمهاجمة خلايا الورم. لقد تم تعديل واستخدام الطرق التي ابتكراها بواسطة باحثين آخرين و بواسطة شركات الأدوية، و تمثل جزءا من المجال يسمى بشكل عام العلاج المناعي.

العلاج المناعي في ألمانيا

في أغسطس 2018، تم اعتماد طريقة أخرى للعلاج المناعي في ألمانيا، وتستخدم ما يسمى بال CAR-T cells  هذه التجارب أظهرت نتائج مبشرة، و خاصة في الأطفال المصابين بسرطان الدم اللمفاوي الحاد، و كذلك أنواع أخرى من سرطان الدم و سرطان الغدد الليمفاوية. يتم حقن المرضى بالنسخة المعدلة من خلاياهم التائية، و القادرة على محاربة و تدمير خلايا الورم. يعمل هذا العلاج المناعي على تدريب الجسم على محاربة السرطان بنفسه و باستمرار  يمرور الوقت. تظهر هذه الطريقة نتائج مبشرة، و هناك اهتمام كبير من الوسط الطبي لإيجاد فرص إضافية للعلاج. إن البحث الذي بدأه هونجو و أليسون قد يكون هو الحلقة المفقودة لإيجاد العلاج الذي يهزم أنواعا عديدة من السرطان.

إخلاء مسئولية: لا يجوز استخدام المعلومات الواردة على هذا الموقع الإلكتروني كبديل عن استشارة طبيب و/أو مقدم خدمات صحية مؤهل ومرخص. إن كافة المعلومات التي يتضمنها هذا الموقع أو المتاحة من خلاله (وتشمل النصوص المكتوبة، الصور، الرسومات، و النشرات البريدية و أية معلومات أخرى) إنما يتم تقديمها لأغراض الإعلام فحسب. إذا كان لديك أسئلة أو شكوك تتعلق بصحتك، فعليك باستشارة طبيب متخصص. تخلي بريميير هيلث كير ألمانيا مسئوليتها عن دقة المعلومات الواردة والمتاحة عبر هذا الموقع، و تؤكد أن تلك المعلومات قابلة للتعديل و التغيير دون سابق إنذار. و إذ نؤكد حرصنا على تحديث المعلومات و مراعاة دقتها، نؤكد كذلك أننا لا نقدم أية ضمانات لدقة أو تحديث المعلومات.