يعمل أحد مستشفيات هامبورج على قدم وساق لتحقيق وثبات وإنجازات كبيرة في علاج الارتجاع الحمضي. وبعد أن اقتنى مؤخرا أحدث الروبوتات الجراحية، نجح الجراحون في أسكليبيوس كلينيك ألتونا في استخدام الروبوت لإتمام عملية جراحية عالية التقنية لمعالجة حرقة المعدة.

robot surgery for heartburn

لقد استخدم الجراحون نظام دافنشي إكس آي لزراعة منظم للارتجاع، وهو جهاز يعالج الارتجاع الحمضي وذلك من خلال مساعدة العضلة الفاصلة ما بين المعدة والمرئ على الانغلاق بشكل تام.

يقول البروفيسور دكتور جيرو بول، كبير الأطباء في قسم الجراحة العامة وجراحة الأوعية وجراحة الأحشاء في عيادات أسكليبيوس كلينيك ألتونا، و الذي قام بإجراء الجراحة "يعاني المرضى المصابون بالارتجاع الحمض بسبب استمرار تدفق الحمض إلى المرئ" ويضيف "إن هذا ليس مؤلما فحسب، بل يزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان".

عادة ما يكون الخيار الأول للعلاج مع المرضى المصابين بالارتجاع الحمضي هو العقاقير- وعلى وجه الخصوص تلك التي تحتوي على أنواع معينة من الأدوية المثبطة للحمض. و لكن لهذه الأدوية أعراض جانبية، وبعض المرضى لا يتحملونها بشكل جيد. لقد حذرت بعض الدراسات من أن تعاطي تلك العقاقير لزمن طويل قد يتسبب في تزايد مخاطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى. إن المرضى الذين يصعب التحكم بالأعراض التي تصيبهم بواسطة العقاقير يمكنهم الاستفادة من ذلك النوع من العمليات الجراحية.

الارتجاع الحمضي: حكاية أورسولا

عانت أورسولا كوتش ذات ال28 عاما لعامين كاملين من ارتجاع حمضي حاد. شعرت السيدة الألمانية بحرقة مستديمة في الصدر، وكأنها قد ابتلعت خلا. لم تعد قادرة على النوم بسبب الأحماض التي تتصاعد من معدتها وتأخذ طريقها إلى أعلى إلى الفم. كانت تشعر أنها على وشك الاختناق.

لقد أصبحت في 2016 واحدة من أوائل المرضى الذين تم علاجهم بمنظم المريء، وهو جهاز صغير يتم زرعه داخل الجسم لمعالجة الارتجاع الحمضي. بنفس الطريقة التي يعمل بها منظم القلب، ينتج منظم المريء نبضات كهربية تنتقل إلى العضلة العاصرة كل 30 دقيقة لمساعدتها على الانغلاق.

في اليوم التالي مباشرة بعد إجراء العملية، اختفت الأعراض التي كانت تعاني منها أورسولا، والآن، تستطيع أن تأكل ما ترغب به ، وتمكنت من النوم ليلا دون مشاكل.

إن أورسولا واحدة من بين المرضى الذين  تبلغ نسبتهم 95% الذين أصبح بإمكانهم تقليل الأدوية المثبطة للحمض بشكل كبير، 75% من المرضى كان بمقدورهم إيقاف العقاقير بشكل تام.

 يقول دكتور بول "إن الهدف من العلاج بمنظم الأحماض الهضمية هو تمكين المرضى من إيقاف العلاج بالعقاقير، وللتخلص من الأعرض الجانبية التي تظهر مع تناول تلك العقاقير لفترات طويلة"

عملية الغرس ذات التدخل الجراحي المحدود

في هذه العملية، يتم تثبيت زوج من الأسلاك الكهربية في العضلة التي تفصل بين المريء ومدخل المعدة. يتم توصيل الأسلاك إلى مولد نبضات بحجم علبة الثقاب، يتم تثبيته في جدار البطن. يمكن زراعة الجهاز الذي لا يتجاوز حجمه حجم بطاقة الائتمان بواسطة جراحة ذات تدخل جراحي محدود.

يشرح الدكتور بول الأمر قائلا " يحفز منظم الارتجاع النسيج العصبي ويؤدي إلى انغلاق عضلتي مصرة المريء معا، وهو ما يمنع ارتجاع الحمض ويمنع الضرر الذي يحدث نتيجة لذلك الارتجاع في الأنسجة المخاطية للمريء" ويكمل الدكتور بول الشرح قائلا "ونتيجة لهذا، يحسن منظم الحمض وظائف الجسم بدون التسبب في تغيير جوهري في التركيبة التشريحية لمنطقة العلاج".

لقد تمت الاستعانة بهذا النوع من الجراحة للمرة الأولى في مشفي سيلوى-أوستادت-هيدهاوز في عام 2016 بهانوفر، حيث يوجد مركز متخصص في زراعة أجهزة تنظيم الارتجاع. لقد أدخلت أسكليبيوس كلينيك ألتونا هذه العملية حديثا، وتخطط للتوسع في استخدامها في المستقبل.

da vinci xi surgical robot sm

الدقة القصوى في أضيق المساحات: مزايا الجراحة المدعومة بمساعدة الروبوت

اقتنت أسكليبيوس كلينيك ألتونا  بهامبورج الروبوت الجراحي دافنشي إكس آي في فبراير. يتكون الجهاز الذي يتم التحكم به من قبل جراح بشري من أربعة أذرع روبوتية دقيقة تتيح تبديل الأدوات الجراحية المتصلة بأطرافها. يتمتع الجهاز بمدى حركة أكثر رحابة وأكثر دقة من الجراح البشري، وهو أمر هام في تلك الجراحة حيث يكون الفراغ المتاح لإجراء العملية محدودا للغاية: مساحة لا تتعدى 2 سنتيمتر مربع.

يقول الدكتور بول "إن مزايا الجراحات التي تتم بمساعدة الروبوت واضحة: دقة شديدة في مساحة محدودة للغاية لإجراء العملية". "لقد أصبح هذا ممكنا بفضل مستوي التكبير العالي من الجهاز والحرية

 الكبيرة التي يتحها الجهاز لحركة الأدوات"

لقد اقتنع البروفيسور أحمد ماديتش من مركز الارتجاع الحمضي في مستشفى سيلوى بالتكنولوجيا الجديدة. إنها مناسبة بشكل خاص للمرضى الذين لا يمكنهم تحمل العقاقير المثبطة للحمض الهضمي. ولهذا، يأمل الدكتور ماديتش أن تتحول تلك الجراحة قريبا إلى علاج قياسي للارتجاع الحمضي.