جرثومة المعدة

جرثومة المعدة

تنتقل عدوى جرثومة المعدة ما بين البشر منذ أكثر من 58 ألف عام, و تعد المياه غير النظيفة و رداءة الصرف الصحي من أهم أسباب انتشار البكتيريا المسببة لجرثومة المعدة. و على الرغم من توافر مياه الشرب النظيفة و تطور مرافق الصرف في الدول الغربية، فإن تلك البكتيريا الضارة تصيب نحو ثلثي سكان العالم. تظهر حالات جديدة سنويا في البلاد التي تعاني من وجود المخلفات البشرية غير المعالجة، و بقايا الطعام المتحلل و مياه الصرف غير النظيفة. إن مرافق الصرف الصحي الرديئة و ملامسة لعاب شخص مصاب من الأسباب الرئيسية للعدوى.

ماهي جرثومة المعدة؟

هي نوع من البكتيريا تدخل إلى الجسم و تعيش داخل الجهاز الهضمي بشكل غير محدد. بمجرد دخولها إلى الجسم، تقوم البكتيريا بمهاجمة بطانة المعدة، لتتركها بلا حماية من الأحماض الهضمية القوية. عندما تتآكل بطانة جدار المعدة، تتسرب تلك الأحماض للأجزاء الأخرى من الجسم و تسبب القرح، العدوى و النزيف الداخلي. و في حال تركها بدون علاج لمدة طويلة، قد تتسبب تلك الجرثومة في الإصابة بقرحة المعدة، و هو ما قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة. لقد ظهر هذا الربط بفضل التطور في الطب الحديث عام 1982 عندما اكتشف العلماء أن تلك البكتيريا ترتبط على نحو وثيق بالإصابة بقرح المعدة و سرطان الجهاز الهضمي. لم يكن هناك ربط في السابق بين جرثومة المعدة و السرطان، ولكننا الآن ندرك أن نحو 5.5% من حالات الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي تبدأ في الأساس من جرثومة المعدة. و تشير بعض الدراسات إلى أن جرثومة المعدة قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض أخرى، و هو ما يعني أن تأثير جرثومة المعدة قد يكون أكثر اتساعا مما نظن و أكثر خطورة على حياة المريض.

الأعراض

• انتفاخ و/ أو تجشأ
• فقدان الشهية
• الغثيان و/أو القئ
• فقدان الوزن بدون سبب واضح

ومن الأعراض الخطيرة التي قد تشكل خطورة على صحتك:

• تحول البراز إلى اللون الأحمر القاني أو الدموي أو اللون الأسود.
• صعوبة في التنفس
• الدوار
• الإرهاق الدائم
• قئ مصحوب بدم أو بلون حبوب القهوة
• ألم حاد و شديد في المعدة.

التشخيص:

تبدأ الخطوات الأولى للتشخيص بإجراء فحص فيزيائي يتضمن الضغط على البطن للكشف عن وجود انتفاخات أو ألم. و تشمل الفحوصات الأخرى إجراء تحاليل على عينات من الدم و البراز، أو اختبار اليوريا التنفسي. حين يتم اكتشاف الإصابة بالقرحة، ينصح الأطباء عادة بإجراء فحص بالمنظار على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، و قد يتم إجراء اختبار على الجزء العلوي من الجهاز الهضمي بالباريوم، أو عن طريق الفحص بالأشعة المقطعية على الأعضاء الداخلية.

العلاج:

عند اكتشاف الإصابة بجرثومة المعدة، من المهم تلقي العلاج اللازم وذلك بغرض: 1- قتل البكتيريا 2- مداواة بطانة جدار المعدة 3- منع ظهور قرح جديدة في المستقبل. من المنتظر أن يتم تطوير لقاح لجرثومة المعدة في المستقبل، و هو ما يعني أن التخلص من الجرثومة يستلزم العلاج الدوائي القوي. قد يحتاج العلاج لأسابيع ليظهر التأثير. في الوقت الحالي، يوجد أربع طرق للعلاج الدوائي:

مضادات حيوية (عادة ما يتم وصف نوعين)

أدوية تثبيط أحماض المعدة

بيسموث ساليسيليت

مضادات الهيستامين

الوقاية

على الرغم من انتشارها على نحو أكبر بين الأطفال (و قد يرجع هذا إلى العادات الصحية السيئة)، تصيب جرثومة المعدة الكبار أيضا. هناك قواعد عامة للنظافة تساهم بشكل كبير في منع انتشار تلك الجرثومة الخطيرة:

• غسل الأيدي جيدا بعد استخدام المرحاض و قبل إعداد الطعام.
• تجنب المصادر غير النظيفة للمياه و الطعام
• تجنب تناول الطعام الذي لم يطه جيدا

تزداد مقاومة جرثومة المعدة كسائر أنواع البكتيريا الأخرى، لذا فإن أفضل طريقة لمقاومتها هي تجنب الإصابة بها من الأساس.