يضع أحد مستشفيات برلين راحة المرضى في مقدمة أولوياته. لقد اقتنى مستشفى دومينيكس في برلين رينيكيندورف جهاز فحص جديد "مفتوح" للرنين المغناطيسي. وعلى عكس أجهزة الرنين المغناطيسي التقليدية، حيث يحتجز المريض بداخل أنبوب ضيق خلال عملية الفحص، يوفر هذا الجهاز الجديد مساحة أكثر رحابة من المعتاد، مما يقلل إحساس المرضى بالاحتجاز في أثناء عملية الفحص.

traditional MRT lg

يقول الدكتور كريستيان نيتزتشي، رئيس قسم الأشعة "نحن نتحدث هنا عما يسمى "بالرنين المغناطيسي المفتوح"، والذي يقل معه رهاب الأماكن المغلقة بشكل كبير." ويكمل قائلا "سيجعل هذا من الفحص أمرا أكثر راحة لمرضانا".

إن للتصوير بالرنين المغناطيسي مزايا خاصة، حيث ينتج عنه صورا أكثر تفصيلا من تقنيات التصوير الأخرى. تنتج أجهزة الفحص بالرنين المغناطيسي صورا أكثر تفصيلا من تلك التي توفرها أجهزة الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية، ولها كذلك ميزة إضافية في عدم تعريض المريض لإشعاعات ضارة. لا ينطوي الفحص بالموجات فوق الصوتية على إشعاعات ضارة كذلك، ولكن الصور التي ينتجها الرنين المغناطيسي أفضل جودة بكثير إذا ما قورنت بتلك التي تنتجها الموجات فوق الصوتية.

يمكن لأجهزة الرنين المغناطيسي التقليدية التسبب في رهاب الأماكن المغلقة لبعض المرضى

بتشكل جهاز الرنين المغناطيسي التقليدي من أنبوب طويل، ضيق يرقد فيه المريض ثابتا، ويبقي ثابتا في بعض الأحيان لثلاثين دقيقة أو أكثر، وفي أثناء تلك الفترة يتم الفحص. قد تكون تلك التجربة مزعجة للعديد من المرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة. قد لا يصلح الفحص التقليدي بالرنين المغناطيسي على الإطلاق لفئات خاصة من المرضى، مثل الحوامل وألمصابون بالسمنة وأصحاب الأكتاف العريضة.

وفقا لإحدى الدراسات، لم يتمكن 40% من المرضى المصابين برهاب الأماكن المغلقة من إجراء الفحص بالرنين المغناطيسي. لقد أصيب بعض المرضى بحالة هلع واضطروا لإنهاء الفحص مبكرا، بينما رفض آخرون الدخول إلى الفحص من الأساس.

الرنين المغناطيسي: المزيد من الخيارات للمرضى

لقد تم تطوير التقنية الجديدة للتصوير بالرنين المغناطيسي مع أخذ راحة المرضى في الاعتبار. تتوافر الآن العديد من أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي المفتوح، ، صممت جميعها لتقليل احساس المرضى بالعزلة. تستطيع الأجيال الجديدة من تلك الأجهزة توفير تجربة فحص مريحة للمرضى بدون التضحية بجودة الصور الناتجة عن الفحص.

تتيح بعض الأجهزة، مثل الجهاز الجديد الذي اقتناه مستشفى دومينيكس، مجال أوسع من المعتاد مما يمنح المرضى مساحة أكبر ويقلل الإحساس بالعزلة خلال الفحص. بعض الأجهزة الأخرى تضع المريض فيما يشبه  "الشطيرة" بين وحدتي مغناطيس مسطحتين بأجناب مفتوحة، مما يتيح تدفق المزيد من الهواء ويمكن المريض من النظر حوله. وهناك نوع ثالث يسمى الرنين المغناطيسي العامودي، والذي يتيح فحص المريض وهو في الوضع جالسا أو واقفا، وهو الأمر الذي لا يوفر راحة إضافية للمريض فحسب، بل يتيح كذلك مزايا تشخيصية محددة.

اكتشف المزيد من المعلومات عن الأنواع المختلفة لأجهزة الفحص بالرنين المغناطيسي

نفس جودة الصور بتوتر أقل للمرضى

إن لجهاز الفحص الجديد في مستشفى دومينيكس قوة مغناطيسية تبلغ 1.5 تسلا، وهو ما يتيح إنتاج صور مفصلة مثل أجهزة الرنين المغناطيسي التقليدية، ويمكن استخدامها لفحص كافة أجزاء الجسم تقريبا. كما يتيح فراغ ومساحة أكبر وبشكل ملحوظ من الأجهزة التقليدية بفضل المحيط الواسع الذي يبلغ 70 سنتيمتر (قدمين و3.5 بوصات).

إن أجهزة الفحص بالرنين المغناطيسي في مستشفى برلين ينتج عنها مستوى ضوضاء في أثناء التشغيل أقل كثيرا من الأجهزة التقليدية. ويخلق هذا بيئة أكثر إرضاء للمرضى في غرفة الفحص كما يقول الدكتور نيتزتشيي.

إن أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي من بين العناصر الرئيسية في كافة المستشفيات الألمانية تقريبا، وكذلك تتوافر في بعض العيادات الخارجية. كما أن أعداد العيادات التي تقتني أجهزة الرنين المغناطيسي المفتوح في تزايد، ومستشفى دومينيكس في برلين هو أحدث المستشفيات انضماما للركب.