الجمع بين أساليب العلاج في المعركة ضد سرطان القولون

شكل الباحثون في المركز الوطني للأمراض للأورام والاتحاد الألماني للسرطان فريقا موحدا مع مركز أبحاث السرطان الألماني DKFZ لاختبار عدد من أساليب علاج السرطان على عينات مأخوذة من مرضى مصابين بسرطان القولون من خلال المحاكاة بالكمبيوتر. وقد أشارت النتائج المثيرة للاهتمام التي حصلوا عليها إلى أن الجمع بين العلاج المناعي والعلاج الاستئصالي كان فعالا بدرجة كبيرة.

كلمة عن سرطان القولون

يعد سرطان القولون ثالث أنواع السرطان من حيث الانتشار، وتتجاوز معدلات الشفاء منه الآن 90 بالمائة في الحالات التي يتم فيها تشخيص المرض مبكرا. ولكن بمجرد انتشاره، تنخفض معدلات الشفاء بشكل حاد، ويصبح العلاج بعقار وحيد أقل فعالية. لقد حقق العلاج الكيماوي، حتى الآن، أفضل معدلات النجاح مع هؤلاء المرضى. ومع هذا، ولأن العلاج الكيماوي يحاصر السرطان لوقت محدود مع المرضى في المراحل المتأخرة من المرض، فقد اجتهد الباحثون في محاولات حثيثة لإيجاد أساليب جديدة للعلاج، مثل العلاج المناعي، ولكن، لم تحقق تلك الاساليب العلاجية نجاحا كبيرا مع مرضى سرطان القولون.

colorectal cancer full 169

البحث المركز حول خيارات العلاج المجمع

لقد تصاعد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالعلاجات المجمعة، حيث يتم الجمع بين أكثر من أسلوب علاجي أو أكثر من عقار بمكونات دوائية فعالة مختلفة.

يقول دكنور نايلز هالاما، كبير الأطباء ورئيس قسم الأورام بالمعهد الوطني للأورام في هايدلبرج، والباحث في مركزي DKTK و   DKFZ  "لدينا قناعة بأن خيارات العلاج المجمع أساسية لتعظيم استخدام الأدوية الجديدة مع العلاج المناعي"

وعلى الرغم من ذلك، يظل الجمع بين العقارات أمرا معقدا للغاية، كذلك يبقي اكتشاف أسلوب الجمع الأفضل لمريض بعينه أمرا غامضا. وتحتاج تلك العملية لمجهود معملي شاق، قد يصل إلى القيام ب45 تجربة سريرية مختلفة في المتوسط لتحديد مدي فعالية الأمر.

تجارب سريرية أقل باستخدام تقنيات الكمبيوتر

لقد أصبح الآن بالإمكان الحصول على بديل عملي من خلال تطوير نظام كمبيوتر. يقول السيد جاكوب نيكولاس كاثيير، وهو مؤلف مهم و طبيب أورام ضمن فريق المعهد الوطني للأورام في هيدلبرج و DKFZ  في ألمانيا  "نستطيع من خلال تلك التقنية مضاعفة انتشار الخلايا المناعية وخلايا الورم في الأنسجة، وبناءا عليه نخلق بيئة مصطنعة مصغرة للورم"

يمكن للباحثين، و بمساعدة برنامج الكمبيوتر أن يحاكوا تأثيرات الخيارات العلاجية المنفردة في أربعة سيناريوهات واستكشاف كيف يتغير نمو الخلايا السرطانية مع كل أسلوب علاجي. ومن خلال تحليل البيانات، تمكن الباحثون من إثبات أن الجمع بين العلاج المناعي وعلاج آخر موجه أدى إلى أفضل النتائج من حيث الفاعلية في التحكم في خلايا الورم. لقد وجد الباحثون أن العلاج الموجه يجعل الأنسجة الرابطة أكثر نفاذية فتتكمن الخلايا المناعية من مهاجمة خلايا السرطان .

لقد لوحظ أن العلاج المناعي يعمل فقط حين يتم الجمع بينه وبين العلاج بمواد أخرى. ويضيف كاثير " وكما هو الحال في أي نوع من أنواع المحاكاة، لا تمثل تلك المحاكاة نسخة حقيقية من الواقع، ولكنها، وخلال مدة زمنية قصيرة تمنحنا معلومات قيمة عن كيفية عمل الخيارات العلاجية وأيها قد يكون فعالا". يجب أن يساعد التحليل الإضافي من خلال الكمبيوتر على تحديد التشكيلات العلاجية الجديدة، والتي من الممكن إثبات فاعليتها في المستقبل من خلال التجارب السريرية.