قد تشير أعراض مثل الألم في الظهر من جهة الأجناب، أو ظهور الدم في البول إلى مشاكل عديدة في الكلى، من بينها سرطان الكلى. و لسوء حظ مرضى السرطان، فإنه وعند ظهور تلك الأعراض، يكون السرطان قد انتشر بالفعل، وفرص العلاج بمعظم الخيارات العلاجية قد أصبحت صعبة.

doctor discusses xray NCI

وبمناسبة اليوم العالمي الأول لسرطان الكلى، قام استشاري المسالك البولية الألماني، الدكتور كريستيان ولفينج، رئيس قسم المسالك البولية في أسكليبيوس كلينيك ألتونا في هامبورج، ألمانيا بشرح الخلفية الطبية لسرطان الكلى – وركز على أهمية الاكتشاف المبكر.

يحتل سرطان الكلى المرتبة الثالثة بين أكثر أمراض الأورام انتشارا في أقسام المسالك البولية في ألمانيا، ويمكن علاجه بشكل فعال إذا ما تم اكتشافه مبكرا. ومن المهم معرفة تلك المعلومة: إن أسلوب حياة المريض يؤثر بشكل كبير على فرص نجاح العلاج.

الوقاية: دور المرضى وما يمكنهم فعله

من الصعب اكتشاف أورام الكلى في مرحلة مبكرة. تبدأ تلك الأورام عادة بدون أعراض، وعندما تبدأ الأعراض في الظهور، قد لا تدل بالضرورة على الإصابة بالسرطان.

"يتم اكتشاف العديد من أمراض الكلى بشكل عشوائي في أثناء الفحص بالموجات فوق الصوتية" هكذا يشرح دكتور ولفينج. "ولكن 75% من أورام الكلى يتم اكتشافها في مرحلة مبكرة – وبالتالي تستجيب بشكل جيد للعلاج".

وعلى الرغم من أن الأسباب المؤكدة للإصابة بسرطان الكلى لازالت مجهولة نسبيا، فإن هناك بعض العوامل المرتبطة بأسلوب الحياة قد تزيد من مخاطر الإصابة به: فوفقا لأخصائيي المسالك البولية، تمثل عوامل مثل التدخين، السمنة، ارتفاع ضغط الدم، أسلوب الحياة الذي يميل إلى الركود وقلة الحركة عوامل خطورة للإصابة بسرطان الكلى.

"وعلى صعيد إيجابي، فإن هذه العوامل تخضع لسيطرة المريض الذاتية، وعليه فيمكن للناس التحكم في أمر صحتهم- سواء أكانوا معرضين جينيا للإصابة بالسرطان أم لا"

خيارات العلاج

يتم تشخيص إصابة المرضى بسرطان الكلى للمرة الأولى عادة في مرحلة عمرية متأخرة: في الرجال ، يبلغ متوسط السن عند التشخيص الأول 68 عاما، وفي النساء 72 عاما.

يشتمل علاج سرطان الكلى في ألمانيا على برامج علاجية يتم تخصيصها بشكل كبير وفقا لأوضاع وظروف كل مريض على حدة. تتراوح خيارات العلاج ما بين الرقابة النشطة وحتى الأنواع المختلفة من جراحات الأورام والعلاجات النظامية المعقدة كالعلاج بالإشعاع أو العقاقير.

"في المراحل المبكرة، أو في المراحل المتأخرة إذا ما كان السرطان مركزا في منطقة بعينها، لايمكن تجنب الجراحة. عادة ما تكون العمليات من النوعية ذات التدخل الجراحي المحدود، ونحاول الحفاظ على الاعضاء ما أمكننا ذلك" هكذا تحدث الدكتور ولفينج، وأكمل قائلا " يجب أن يلتزم المريض الذي يجري الجراحة باتباع خطط رعاية منتظمة يتم فيها تطويع المخاطر حتى يتسنى اكتشاف أي انتكاسة بشكل سريع".

لازالت أساليب العلاج الاستئصالية مثل الاستئصال بالإشعاع الترددي في طريقها لإثبات فاعليتها في مواجهة أورام الكلى. ينطوي الاستئصال بالإشعاع الترددي على تدمير الأنسجة السرطانية بواسطة الطاقة المنتجة من موجات صوتية ذات تردد عالي وموجهة بدقة شديدة. وعلى الرغم من فاعليتها مع مشاكل طبية أخرى، فإن فوائدها في علاج أورام الكلى لازالت قيد الإثبات.

في حالة الأورام المنتشرة في الجسم، يمثل العلاج بالعقاقير الخيار الأساسي. تتوافر في الوقت الراهن 10 عقاقير في ألمانيا أثبتت فاعليتها في علاج سرطان الكلى.

"بواسطة العلاج الموجه وبالجمع بين أكثر من عقار مختلف، يتمكن المرضى من الحياة لسنوات أكثر" هكذا يقول الدكتور ولفرينج.

أحدث طرق العلاج بواسطة الجراحات المدعومة بمساعدة الروبوت

وفي غضون ذلك، يوفر أسكليبيوس كلينيك ألتون في هامبورج، ألمانيا العلاج بأحدث أنظمة الروبوت الجراحية في العالم:  نظام دافنشي إكس آي. يتم إجراء العمليات عالية التقنية بواسطة مختصين من مختلف المجالات الطبية ومن مختلف المستشفيات في هامبورج. يعد دكتور ولفنج واحد من الأطباء الذي تم تدريبهم ليتمكنوا من استخدام الروبوت الجراحي. تعد تلك الجراحات من العمليات ذات التدخل الجراحي المحدود ووقعها لطيف على المرضى.

يقول دكتور ولفينج "يستفيد المرضى من العمليات الجراحية بمساعدة الروبوت، والتي تنطوي على وقت أقصر لإجراء الجراحة، وفقدان أقل للدم وفترة نقاهة أقصر بعد انتهاء الجراحة". ويكمل قائلا: " في حالات عديدة، يمكننا إجراء العملية الجراحية بتدخل جراحي أقل من الطرق المعروفة للتدخل الجراحي المحدود".