يقصد بإستئصال القرص الغضروفي عادة إزالة النواة الداخلية من داخل قرص فقاري. وهي نوع شائع من أنواع جراحات تخفيف الضغط عن العامود الفقري، وهي عملية تهدف لتقليل الألم من خلال تخفيف الضغط على الأعصاب بداخل وحول العامود الفقري. تستخدم عملية إستئصال الغضروف عادة لمعالجة آلام الظهر الناتجة عن إنضغاط العصب والذي يسببه الإنزلاق الغضروفي. فى بعض الحالات، يمكن أن تساهم عملية استئصال القرص الغضروفي فى تحفيف الألم المصاحب لحالات التضيق الشوكي أو إنزلاق الفقرات.

لقد أدى التطور الكبير فى عالم الطب فى العقود الأخيرة إلى ظهور تقنيات جديدة تحتاج إلى تدخل جراحي محدود مقارنة بالتقنيات التقليدية، وهو ما أدى إلى تقليل مخاطر إصابة المريض بالعدوى وقصر الوقت الذي يحتاجه للتعافي.

الأنواع الثلاثة لعمليات استئصال القرص الغضروفي

يقوم الجراح خلال عملية استئصال القرص الغضروفي بإزالة جزء من القرص الفقاري، أو إزالته بالكامل ، وذلك لإزالة الضغط الذي يتسبب به على العصب و القضاء على الألم المصاحب لهذا الضغط. هناك ثلاثة أنواع من عملية استئصال القرص: الإستئصال التقليدي، الاستئصال المجهري، الاستئصال عبر الجلد.

الاستئصال التقليدي: وهو من أنماط الجراحة المفتوحة، ويعد من أقدم التقنيات الجراحية التي تستتخدم منذ زمن بعيد، وتعرف تلك التقنية أيضا بالإستئصال المفتوح، وفيها يفتح الجراح عددا كبيرا من الشقوق الجراحية التي يقوم من خلالها بإزالة القرص التالف كليا أو جزئيا. لقد أصبحت تلك التقنية أقل شيوعا مع تطور الجراحات الجديدة ذات التدخل الجراحي المحدود، ومع هذا، فقد تكون تلك التقنية ضرورية فى مع بعض حالات تلف القرص الشديدة التي يحتاج فيها الجراح لإزالة أنسجة القرص التالف بشكل كامل ليمنع ظهور الأعراض مرة أخرى. ويخضع المريض فى هذه العملية لتخدير كلي.

قد يحتاج المريض بعد عملية استئصال القرص الغضروفي بالكامل للخضوع إلى جراحة أخرى كجراحة زرع قرص صناعي بديل، أو جراحة دمج الفقرات وذلك لإعادة الثبات للعامود الفقري.

الإستئصال المجهري: وفي هذه الجراحة يقوم الجراح باستئصال نواة القرص جزئيا أو كليا عبر شق جراحي صغير  يبلغ طوله بوصة واحدة أو بوصتين فى الجزء الأسفل من ظهر المريض. يمكن للجراح، بواسطة أدوات خاصة وبمساعدة تكنولوجيا التصوير الطبي الحديثة أن يرى الجزء الذي يعمل عليه بدون أن يحتاج لكشف أجزاء داخلية كبيرة من جسد المريض. يتم إجراء جراحة الاستئصال المجهري  كجراحة عيادة خارجية، ويخضع المريض للتخدير الكلي أو الموضعي.

يعد استئصال القرص الغضروفي عبر الجلد أقل أنواع الإستئصال من حيث التدخل الجراحي، ويتم عادة كعملية عيادة خارجية ، وفيها يقوم الجراح بسحب أنسجة القرص التالف عبر إبرة ، ويقوم بقطعها باستخدام أدوات دقيقة للغاية، أو بالقضاء على تلك الأنسجة باستخدام الليزر. عن وقت التعافي الذي يحتاجه المريض بعد تلك العملية هو الأقصر  ويمكن للمريض عادة العودة إلى المنزل فى نفس يوم إجراء العملية، وفي بعض الأحيان بعد ساعتين فقط من إجرائها.

وبالرغم من تلك المميزات،ولأن الجراح قد لا يتمكن من رؤية المنطقة المصابة بشكل كامل، فقد يخفق الجراح فى إزالة بعض الأنسجة المصابة مما قد يتسبب فى مشكلة. ولهذا السبب، لا تعد تلك الجراحة ملائمة إلا لعدد قليل من المرضى المختارين، وتكون أكثر فاعلية في فى الحالات الأقل شدة. قد تكون عملية الاستئصال عبر الجلد خيارا علاجية ملائما لبعض المرضى المصابين بإنزلاق غضروفي، ولكن لا ينصح بها لعلاج حالات إنزلاق الفقران أو ضيق القنوات الفقارية.

الخيارات العلاجية

فى بعض الأحيان، يتعافى المريض فى حالات الإنزلاق الغضروفي من تلقاء نفسه، لهذا يجب أن يخضع المرضى للعلاج التحفظي لعدة أسابيع قبل اللجوء إلى الجراحة.

ومع هذا، فإن بعض الأعراض العنيفة قد تعكس حالة طبية طارئة وتحتاج التدخل الجراحي بشكل عاجل. من بين تلك الأعراض ضعف الساقين، أو فقدان القدرة على التحكم فى البول وفقدان الوزن،أو ألم شديد لايستطيع معه المريض الوقوف بإستقامة، أو حمى مع إزدياد الألم، يجب استشارة خبير طبي متخصص على الفور فى حال شعور المريض بأي من تلك الأعراض.

المخاطر

مثلما هو الحال مع الجراحات المفتوحة، تنطوي جراحات الإستئصال التقليدي والمجهري على بعض المخاطر. من بين الأخطار الأكثر شيوعا حدوث تسرب فى السائل النخاعي، أو تلف الأعصاب، أو التبول اللاإرادي أو العدوى النازفة. بالإضافة لهذا،فإن نسبة صغيرة من المرضى قد يعانون من إصابة متكررة بالإنزلاق الغضروفي فى المستقبل مما قد يستدعي التدخل الجراحي مرة أخرى. ومع هذا، ولكون الإستئصال المجهري جراحة ذات تدخل جراحي محدود، فإن المضاعفات والوقت المطلوب للتعافي أقل كثيرا مقارنة بالاستئصال التقليدي.

أما مع الاستئصال عبر الجلد، فإن أكبر المخاطر هو ألا تكون الجراحة ذات فاعلية (الإخفاق فى إزالة أنسجة القرص التالف بشكل كامل).

يجب أن يتم تحديد خيارات العلاج بواسطة خبير طبي مؤهل بشكل كاف ليقرر ماهو الخيار الأمثل لكل حالة على حدة. تتواصل بريميير هيلث كير ألمانيا مع العديد من جراحي العامود الفقري من أصحاب الخبرة فى ألمانيا، والذين يتبعون أحدث الطرق فى علاج المشاكل التي تسبب آلام الظهر، لمعرفة المزيد عن جراحات العامود الفقري فى ألمانيا وللتواصل مع الجراحين الألمان المتخصصين ذوي الخبرة، اتصل بنا.